مشرحه زينهم
هشام فرج
عندنا في مشرحة زينهم..ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺳﻤﻴﺎ ﻛﺎﻷﻣﻄﺎﺭ..ﻫﻮ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ منصات التشريح، ﻣﻦ الملابس المتناثرة ، ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ ، ﻣﻦ ﺍلعظام ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻨﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪﻡ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﻂ ﺍﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﻟﻘﻬﺮ ، ﻣﻦ النسوة المنتحبات.المتشحات بالسواد. ﺍﻟﻤﻮﺕ هنا ﻟﻴﺲ ﻓﺠﺎﺋﻴﺎ ﺃﺑﺪﺍ.ﺑﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻨﺎ هي التى ﺗﺄﺗﻲ ﻓﺠﺄﺓ !
ويعلم الجميع هنا أن الموت حق والحياة باطلة.. وأن الأنسان مهما عاش لا يعيش إلا ليموت. ومهما تحدث وصرخ فمصيره إلى سكوت..ومهما ملأ الحياة فرحا فلا بد أن يأتى يوم وتشهق المأساة في كل البيوت
ونعلم أن الموت صديق طيب.مترفع. على الأقل هو يرفع عنك ضررالحياة. وأنت ونصيبك في الأخرة
فى حياة الناس تتناسل الأفكار وفى حياتنا تتناسل الجثث.. الموت مقيم داخلنا..على أسنة مشارطنا.. فى برودة يدنا..مفاجأتنا..فوضويتنا الدائمة..نعمل و نحن نعلم أن كل منا ميت سيلقى حتفه حتما بين جثتين..
عشنا أعمارنا على وجع. عابري موتى. مسافرون دائما.في انتظار راحة السفر الأخيركلنا استثناء
يستحيل أن تجدأخر يشبهنا.فنحن أيضا كالموت.لا نأتى - أبدا مرتين.حسناا.. مساء الفرح علي جميع الأموات.. مساء الرعب..