هذه مشاهد ملفتة مع توضيح يكشف أسرارا عن طبيعة الوعل الجبلي Nubian ibex الذي يعيش في بعض جبال السعودية المحمية، وغيرها. هو حيوان فطري يتميز عن الظباء أو الغزلان والمها العربي بقدرته العجيبة على تسلق الجبال برشاقة وخفة ظاهرة حتى لو كان كبيرا وبوزن ثقيل. ويحدث أن يمارس الوعل قفزاته الرشيقة وهو وسط صخور متراكمة ومتفاوتة في الشكل والحجم ولا يشكل ذلك عائقا بالنسبة إليه.
من أسرار هذه المهارة والرشاقة، أن الله وهب الوعول أظلافا ذات حواف حادة ومقعرة ومرنة بحيث تصبح كأنها أكواب شفط، وهذا يساعدها على الإمساك بالصخور، ويجعلها تمتص الثقل خلال القفزات السريعة وبمرونة وليونة دون أن يختل التوازن. بل تستطيع الوعول القفز للأعلى لمسافة تقارب المترين مع مهارة في تجاوز العقبات والمنحدرات بسرعة دون أن تسقط! حتى صغير الوعل وهو في الشهور الأولى بعد ولادته يستطيع القفز والهبوط سريعا على أسطح ضيقة ولا يختل توازنه!
وهذه المهارات تجعلها قادرة على الهرب سريعا والنجاة من المفترسات كالذئب والنمر والضبع. ومع ذلك فإنها هي والغزلان تملك حاسة شم قوية فتشعر بالخطر المتربص بها أحيانا قبل أن تشاهده.
إن معرفة حقيقة هذه المهارات والقدرات يحفّزنا على أن نتأمل في بديع تكوينها، فسبحان الخالق عزّ وجلّ الذي قال في القرآن الكريم: "قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى".
…..
وفيما يلي معلومات موجزة عن أماكن تصوير مشاهد هذا الفيديو التي صورتها في محمية الوعول الواقعة في محافظتي حوطة بني تميم والحريق باتجاه جنوب العاصمة السعودية الرياض على مسافة 170 كم تقريبا. وتبلغ مساحة المحمية 1,840.9كم²، وهي هضبة كبيرة ذات جبال يتجاوز ارتفاع بعضها ألف متر، وبعضها جبال وعرة ضمن سلسلة جبال طويق، وفيها أودية وشعاب تضم أنواعا من الأشجار المعمرة مثل السمر والطلح والسلم والسدر والأثب، وأنواعا أخرى من الشجيرات والأعشاب والحشائش الموسمية التي تنمو بشكل بعد هطول الأمطار، كما يوجد في قلب المحمية مصادر مياه سطحية محدودة تنبع في أماكن محددة تعرفها الوعول جيدا وتأتي إليها لتشرب الماء.