هذا مشهد سلوك طريف لطيف لا يعرف كثيرون أنه من أسرار الطيور البرية في معيشتها الفطرية، فهذا الذكر من طير أم سالم يستعرض مع صفير أو غناء رقيق يأتي به بالتزامن مع ارتفاعه في الجو وهبوطه على الأرض بشكل عمودي سريع وفي منظر بديع، وتفسير ذلك أنه يمارس طقوس الغزل حتى يجذب إليه أنثى للتزاوج، كما أن الاستعراض يعتبر بمثابة إعلان سيطرة من ذكر واحد يرسلها إلى الذكور الأخرى من حوله معناها أن المكان هو منطقة نفوذه الخاصة.
وهذا الاستعراض مع الغناء كان يطرب له كثيرون من أبناء وسكان البادية والحاضرة في السعودية ممن لهم علاقة بالطبيعة البرية ويعتبرونه من مظاهر الاستمتاع في فصل الربيع. وقد وصف ذلك بعض الشعراء قديما في أشعار من العصر الجاهلي، وحتى حديثا يتناول بعض الشعراء الاستعراض كأحد مظاهر جمال فصل الربيع ويربطون بينه وبين الاستمتاع بالطبيعة والإقامة في البرية والابتعاد عن صخب المدن والمشاغل الروتينية.
وقد وضعت مشهدا يكشف جزع أنثى طير أم سالم حينما يقترب أحد من عشها صغارها في مظهر ستشاهد فيها خوف الضعيف لكنه خوف ممزوج بالتحفز، فهذا الطير الصغير مجازف في الدفاع عن صغاره، فقد سبق أن رصد يمثل أنه سيهجم على ناقة ضخمة بالقياس إلى حجمه وحجمها ويشاغلها كي يصرف اتجاه سير الناقة عن عشه وصغاره التي لاتقوى على الحركة في خوفه أن تدعس الناقة بخفها على العش والصغار. ويجازف أيضا بالاندفاع تجاه المفترسات كالثعابين والزواحف والقطط البرية والثعالب ويمثل أنه مكسور الجناح حتى يشتت بصر المفترس ويستدرجه ويبعده عن مكان العش والصغار، ثم إذا اقترب المفترس إليه يتحرك بعيدا عن عش الصغار حتى مكان بعيد نسبيا ويفر بعد ذلك ويطير هاربا.
لهذا الطير اسم محلي في السعودية هو اسم أم سالم بينما يُعرف في المعاجم باسم المُكَّاءُ، فقد قيل أن المُكَّاءُ: طائر من القنابر له تصعيد في الجوّ وهبوط، ولهُ صفيرٌ حسنٌ.
وتضع بعض الكتب المتخصصة في الطيور اسما مترجما هو القبرة الهدهدية.
Greater Hoopoe-lark
واسمه العلمي
‏Alaemon alaudipes
وتنتمي أم سالم أو المكاء إلى نفس فئة أو فصيلة الطيور التي تنتمي إليها قبرة الصحراء أو حُمّرة الصحراء فهما من فصيلة القبرات. وقد رُوي أن صحابة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أخذوا أفراخ قبرة الصحراء ففزعت، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "من فجَعَ هذه بولدها.. ردّوا ولدها إليها".
هذا فيديو مصور في الصمان.